چکیده |
یتطلب من أسرة الطفل الکفیف أن تکون أکثر تماسکاً وعلی قدر عال من التواصل الفعال بین الوالدان وبین بقیة أفراد الأسرة، وأن تتفهم إعاقة طفلها، وأن تعمل الأسرة عملاً تکاملیاً ومشترکاً فی ظل تنظیم أسری بناء للتخفیف من حدة التوترات ومشاعر القلق والاکتئاب الناتجة عن وجود هذه الإعاقة، مما یقتضی العمل علی اتخاذ الإجراءات المناسبة التی تعید التماسک والاستقرار والتوازن إلی البیئة الأسریة، وتحقیق التفاعل الإیجابی الفعال فی ظل الظروف المحیطة. وبناء علی ذلک فإن وجود طفل معاق داخل الأسرة هو أکبر تحد للآباء، یمتد إلی الأسرة بأکملها، فبالنسبة للآباء فإن هذا الطفل هو حدث یودی إلی التغیر فی حیاة الأسرة کاملة، حیث تعمل علی تغییر أهدافها وتوقعاتها، فإذا کان کل تغییر یصیب أحد أفراد الأسرة یوثر فی بقیة الأفراد الآخرین فإن مولد طفل معاق فی الأسرة لاشک یوثر تأثیراً کبیراً فی المناخ الذی یسود العلاقات البیئیة بین أعضاء الأسرة وفی مشاعر الأعضاء المتبادلة، فقد تمر الأسرة بمراحل من الضغوط والتوترات والأعباء الجسمیة والنفسیة التی تسببها العوامل الاجتماعیة والاقتصادیة، وهذا الأمر قد یودی إلی تقویة العلاقات الأسریة وتماسکها لمواجهة هذه الضغوط والتوترات، أو قد یضعف هذه العلاقات. وتأسیساً علی ذلک وفی هذا الإطار یأتی دور هذه الدراسة فی تحدید واقع التماسک الأسری لأسر المکفوفین ومدی ارتباطه باتجاهات الوالدان السالبة نحو کف بصر أبنائهما. لذا فإن مشکلة الدراسة تتمثل فی الإجابة علی السوال التالی: ما العلاقة بین التماسک الأسری واتجاهات الوالدان السالبة نحو کف بصر أبنائهما؟
|